الثلاثاء، 14 يونيو 2016

القصة الاولى

اسلام يسطر حكايته: لا اعاقة مع الارادة والحياة ستستمر


بجسد منهك وعقل يناطح الجبال بقوة، تجده يصارع الحياة معلنًا أن الحلم لا يوقفه سكة قطار او طائرة متوجهة الى المانيا لتلقي العلاج، و ان عليه تحدي مرضه لاثبات ذاته في مجتمع يفتقر للانسانية كيف لا ؟! و حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة باتت مهضومة .
نقف هنا لنتعلم درسا ان الاعاقة هي اعاقة الفكر وليست اعاقة الجسد، و من قال ان العقل السليم في الجسم السليم مخطئ تمامًا، فإسلام  اثبت عكس ذلك، اسلام صبحي منصور البالغ من العمر 27 يجلس على كرسيه الخاص مشلول القدمين و بيده تلك المسبحة تتتابع حباتها الواحدة تلو الاخرى،  بعد ان وقع ضحية جرائم الاحتلال .
" في 17/8/2004 و في اجتياح نابلس، كنا في عمارة البرازيلي اصابتني ثلاث رصاصات الاولى كانت بالصدر حطمت القفص الصدري و الثانية في منطقة الكلى و الثالثة استقرت في العمود الفقاريوهتكت النخاع الشوكي ما كان السبب في شللي " يقول اسلام، هذا كان السبب وراء الحالة التي وصل اليها، مما ادى لتغير مسار حياته و نقطة تحول خلقت من ورائها حكاية جديدة وارادة لشخص احب الحياة وتحمل كثيرا ليصل لحلمه مما جعله يتخطى بكرسيهالكثير من اصحاب الاجساد السليمة.

تلك الارجل النحيلة لم تغب عن البال ولو للحضة، يجلس على كرسيه يروي قصته بروح جميلة  "تكسر القفص الصدري شلت الكلى و مصارين بلاستك شغلات بسيطة مش مستاهلة احكي فيها اخذنا دم خير الله و هينا عايشيين، تعالجت في مركز ابو ريا ، كان في شخص بتعلم من سنين كيف يستخدم الكرسي  كان الشي بسيط، كيف ينزل عن الكرسي كيف يطلع كيف يلبس كيف يتحمم ، قررو بالمستشفى انهم ينيموني 6 اشهر قبل ما استخدمالكرسي، تعلمت كل الاشياء بسرعة و حملت حالي وتركت المركز، حاليا بركب عل كرسي لحالي بغير ملابسي وبسبح"  كلمات خرجت من فم اسلام الذي لم تفارقه الابتسامة كانه يخبرنا بانه مصرٌ على ان يكمل حياته بشكل طبيعي رغم مصيره الذي حل به .
طموح اسلام كبير جدًا، ما دفعه ليكمل تعليمه الاكاديمي ليتخرج من كلية هشام حجاوي بتخصص الاكترونيات بتقدير جيد جدًا، ولكن في مجتمع عقيم وجد اسلام صعوبة كبيرة في حصوله على عمل لكي يستطيع من ورائه ان يحصّل رزقه "اخذت الشهادة روحت بروزتها و الحجة كل يوم بتنضفها من الغبرة !! نزلت اشتغل فيها لقيت شغل بمحل جوالات ب 500 شيكل بالشهر اشتغلت شوي و هربت  بعديها دورت عشغل بالمنطقة الصناعية اشتغلت بمصنع محارم كان الشغل صعب و مش اي حد بيقدر يشتغله فش قدامي باب ثاني بدي اتزوج  بس سلكت فيه الحمد لله" .
تحدى اسلام قضية عدم توفر علاج وحتى لو استطاع ان يمسك طرف من الخيط في علاجه فسيحرم منه " ما في علاج بالمره وحكولي علاجك بس بالمانيا بس لو اعطوني تحويلة رح يرفضو اليهود و لو ما رفضو اليهود رح الاقي اكثر من حدا يسكر الطريق قدامي، فش علاج بلاش، اموت يعني و اقتل حال ؟؟ لازم تكون نفسيتك كويسة لحتى تعيش حياتك اذا تعبت نفسيتك بتروح عليك، زعلان ولا مبسوط بدو يمر اليوم ولي برضى بعيش لو بالقليل " .
" عجبتني فكرة انو اشترك بنادي الحديد ما فكرت بنضرة الناس الي بالمرة ولا بفكر كيف همي بطلعو علي لو بدي الحق كل حدا بحكي كلمة بحط حالي بغرفة و بسكر الباب عحالي و بموت جلط !! اولها كان صعب التدرييب علي بس لقيت اهتمام وكنت اتحسن تدريجيا بعد ما بلشت اتدرب" .
لم ارى اسلام انسان عاجز، فتلك الارادة ليس سهلًا ان تجدها في شخص سليم معافى، فنافذة الامل التي بيديه ستعلم الكثيرين سر الحياة السعيدة و تقول للمجتمع انه لا اعاقة مع الارادة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق